جامعة أكاديميون العالمية AIU :: (مدارسنا وصناعة القدوات) أمسية لمنصة أكاديميون الثقافية

(مدارسنا وصناعة القدوات) أمسية لمنصة أكاديميون الثقافية

السبت 17 سبتمبر 2022

عملت منصة أكاديميون الثقافية الغير ربحية على استقطاب نخبة متميزة من القامات ذوي الخبرة في مختلف المجالات العلمية والأدبية لنشر المعرفة والعلوم من خلال سفراء ومستشاري المعهد، كما تبث المنصة سلسلة لقاءات أسبوعية تفاعلية تلقي بظلالها على الكثير من النقاط المهمة في شتى المجالات، وقدمت المنصة يوم الثلاثاء الموافق 17/ 2/ 1444هـ الموافق 13/ 9/ 2022م أمسية بعنوان (مدارسنا وصناعة القدوات) قدمه سعادة الدكتور أحمد بن محمد هجران الغامدي مؤسس ورئيس مجلس إدارة وقف قدوتي الخيري للتعليم والتدريب على القيم الإسلامية بمكة المكرمة ومدير إدارة التربية والتعليم للبنات سابقًا، وقد أدار الأمسية الدكتور عبدالغني بن ناجي القش رئيس مجلس إدارة صحيفة عيون المدينة وسفير معهد أكاديميون العالمي للتعليم الالكتروني عن بعد.

ابتدأ الدكتور الغامدي بقوله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ) الأنعام 90، وأشار إلى أن من هذه الآية الكريمة تنبع الاحتياج إلى القدوات ذي الأثر النافع، وأصحاب البصمة الذين يحملون الهم بتكوين جيل يمارس القيم سلوكًا، قادرين على حماية أنفسهم ومجتمعهم من المهددات الدينية، والأمنية، والاجتماعية، والثقافية، ولديهم معارف ومهارات وسلوكيات حميدة ليكونوا ذو شخصية مستقلة، متصفين بروح المبادرة والمثابرة والقيادة، ولديهم القدر الكافي من الوعي الذاتي، والاجتماعي، والثقافي.

وأكد الدكتور الغامدي أن التطور الذي تشهده العالم اليوم في كافة مناحي الحياة أحدثت فجوة عميقة في موروثاتنا الاجتماعية، ومسلماتنا القيمية، فأصبحت المادة هي ما تقولب حياتنا وتسيرها لكونها تسعى لإشباع رغبات الجسد وتتجاهل المعاني الروحية للإنسان، ولأنه يظل التنظير في القيم لا روح فيه ولا معنى ولا أثر إلا إذا تحولت هذه القيم والقدوات إلى نماذج عملية تطبيقية فتؤثر في تصرفات الأقراد وسلوكياتهم.

وأضاف الدكتور الغامدي أننا في هذا الزمن في حاجة ماسة إلى قدوات حسنة وصناعة قدوات مثالية على منهج الاعتدال والوسطية، وأشار كذلك إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد شوش على أفكار بعض الشباب، وزعزع ثقتهم في معتقداتهم وقيادتهم وقداسة بلادهم فأصبح قدوة بعضهم مشهورًا ليس له هدف ولا غاية ولا محتوى، وآخر ليس له دين ولا هوية.

ووضح الدكتور الغامدي أن بلادنا ولله الحمد تزخر بالقدوات الصالحة في كل المجالات الدينية، والعلمية، والأدبية، وتفوقوا وتسيدوا المحافل، فيجب التركيز عليهم ليكونوا قدوات حسنة للجيل الحالي ولأجيالنا القادمة، كما عرض الدكتور كيفية صناعة القدوة وذلك من خلال بناء عقول واعية وتأهيلها جسميًا وعقليًا وروحيًا واجتماعيًا، وبمعنى آخر صناعة قلبه وروحه ونفسه صناعة محكمة ومتكاملة بما يتفق بشريعتنا الإسلامية وهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وبيّن الدكتور الغامدي البيئات المؤثرة في صناعة القدوات، حيث أن هناك بيئات خارجية وداخلية، وتكمن الخارجية في البيئة المؤثرة ومن الصعب التحكم بها أو السيطرة عليها بما فيها "الإعلام، والمراكز الثقافية، ومؤسسات المجتمع المدني، والمساجد، ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها"، والبيئات الداخلية وتكمن في "نظام العمل داخل منظومة التعليم"، وهي البيئة التي تمتلك إمكانات وآليات صناعة القرار والتنفيذ، وتلك البيئة يمكن التعامل معها والسيطرة عليها.

كما شرح الدكتور الغامدي أهمية الحاجة إلى القدوات وتكمن تلك الأهمية في تكوين ملامح الأجيال في المستقبل وفي مراحل التعليم الأولى لأنها فترة تكوين الوعي وبناء الشخصية، كما أن القدوة نموذج فعال للتذكير الدائم بقيم الدين عبر التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ونموذج مثالي في القدرة على إطلاق قدرات الخير الكامنة في نفوس الآخرين وتفعيلها.

وختم الدكتور الغامدي الأمسية بأساليب إدارة التأثير بالقدوة الأمر الذي يعزز خلق الأثر المرجو من إنجاز التأثر الكامل به كقدوة، ثم أوضح آليات صناعة القدوة ومصادرها ومجالاتها.