احتفل معهد "أكاديميون العالمي للتعليم الالكتروني عن بعد"، باليوم الوطني السعودي (92)، بأمسية تحت شعار "هي لنا دار"، وقد ضمَّت العديد من الفقرات، وجاءت برعاية كريمة من صاحبة السمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد آل عبد الرحمن آل سعود (مؤسس ومدير جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن سابقًا والرئيس الفخري لسفراء أكاديميون)، وذلك مساء يوم الثلاثاء (20/ 9/ 2022م)، الموافق (24/ 2/ 1444هـ)، عبر منصة (زووم)، والبث المباشر عبر قناة "أكاديميون" على (اليوتيوب)، وقد افتتح الأمسية وأداراها سعادة الدكتور مشعل بن ياسين المحلاوي، وكيل معهد أكاديميون.
بدأت الأمسية بمحاضرة سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد آل عبدالرحمن آل سعود "منهجية القيادة في شخصية الملك عبدالعزيز آل سعود"، وقد تحدَّثتْ عن أصول منهج الملك عبدالعزيز الذي تمثل في توحيد الله تعالى وعبادته، وإقامة الشريعة الإسلامية، والوحدة ولمَّ الشمل والترابط والتساند والتعاضد، ثم الاحتواء والاستيعاب، والمخاطرة المحسوبة، كما تحدثتْ الأميرة الجوهرة عن مسيرة الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ، منذ تصميمه على استعادة ملك آبائه وأجداده حتى وصل به الأمر إلى توحيد المملكة تحت لوائه على نهج الإسلام، واضعًا ـ رحمه الله ـ الأسس التي سار عليها من بعده أبناؤه في إنماء وتطوير المملكة على نهج والدهم المؤسس ومسيرته.
كما تحدثت سمو الأميرة عمَّا تميز به الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله ـ من فكرٍ سياسيٍّ يدل على قوة الإرادة، ونضج التفكير عنده، كما أنَّه نسج تاريخه من الإسلام وحضارته، فقد أقام قاعدة راسخة على دعائم صالحة راشدة، تصلح دليلًا لكل من يؤثر الوحدة، ويأبى الفُرقة، فقد عالج القضايا المكانية في المناطق المختلفة بأساليب ووسائل حضارية تدل على عمق معرفته بواقع بلاده، وقِيم دينه، ومتطلبات عصره، كذلك ذكرت سمو الأميرة أنَّ الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ استطاع بعون الله مغالبة جميع الظروف الصعبة بقوة وإيمان، وحسن تدبير، آخذًا بالأسباب التي مكنته من بناء، خلال تلك الحقبة المملوءة بالصعاب، دولة قوية استضاءتْ بالإسلام، وبذلت جهودًا ضخمة في إعمار الحرمين الشريفين، وتيسير أداء شعائر المسلمين، وفتحت أمام البلاد والعباد آفاق التجديد الصالح، والبناء الشامل.
وقد تألقت الأمسية بأجمل القصيد حيث أنشدت الشاعرة الدكتور خديجة عبد الله الصبان قصيدتين، أولاهما تحمل عنوان "مفاخر عبقر"، من أبياتها:
يا مَوْطِني قد ضااااءَ عُـرْسُكَ باااهِـرًا **** زاهِي الْجُـمُـوعِ سَـعَـتْ إليهِ تُـغَـرِّدُ
يا مَـوْطِني دامَـتْ مَواكِبُ عِـزَّةٍ **** تُـغْـرِي صُرُوحَ المَجْـدِ فِـيكَ تَـوَطَّـدُ
اللهُ أكبرُ فرحةٌ صدَّاااحةٌ **** واللهُ أكـبَرُ نَهْـضَةٌ نَـفَّـااااثَةٌ
عَـبِقَ الفَضاءُ بِسِحْـرِها تَتَصَعَّـدُ؟!!
وشاركتْ في الأمسية أيضًا سعادة الدكتورة أميرة بنت على مداح (أستاذ التاريخ الحديث المعاصر بجامعة أم القرى سابقًا) بمحاضرة "الملك عبدالعزيز، من التأسيس إلى التوحيد وبناء الدولة"، وقد تحدثت فيها عن الانطلاقة الأولى للدولة السعودية الأولى بعد اتفاقية الدرعية بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب، إذْ كان التحالف بينهما بدايةَ الجهاد الذي مكنهم من توسيع نفوذهم في الجزيرة العربية، بعد أن كانت تعاني من الانقسامات، فقد تمكَّنَ الإمام محمد بن سعود من تكوين وحدة سياسية كبيرة تخضع لنُظُمٍ موحدة، عاصمتها الدرعية، بعد ذلك عرضت الأستاذة الدكتورة مداح مرحلة الدولة السعودية الثانية بزعامة الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، وقد اتخذ خلالها مدينة الرياض مقرًا لها، وقد استطاع استعادة المنطقة بعد سبع سنوات من الكفاح والحروب، ثم تحدثت الدكتورة أميرة عن مرحلة استرداد الملك عبدالعزيز الحكمَ، والتأسيس للتاريخ وترسيخه معاني الوحدة والعدالة والأمن والقوة والتسامح، والنهوض بمفهوم الدولة ومؤساستها، وعلاقاتها بالعالم الخارجي، كما تطرقت الدكتورة إلى نظام السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية، ودخول الملك المُوحِّـد الحجاز وإنشاؤه الجمعية العمومية، وصياغته أول نظام إداري للدولة كأول وثيقة للسلطة، وبالإضافة إلى ذلك تطرقتْ المُحاضِرَة إلى قرار توحيد الكيان تحت اسم "المملكة العربية السعودية"، وما آلت إليه المملكة من مكانة عظيمة على الصعيدين العربي والإسلامي وعلى الساحة الدولية.
وقام التربوي والشاعر خالد بن عبدالله العتيق بإضافة شعرية لها رونقها وجمالها على الندوة حيث صدح بمعزوفة شعرية عنوانها "بصمة في سجل التاريخ":
سيفانِ واعترضا من دون نخلتِهِ **** فاقرأ بِهِ أنِفًا ما شئتَ أشعارا
كم أدهَشَت صفحةَ الأيامِ وثبَتُهُ **** ولم يَزَل يُدهِشُ التأريخ إبهارا
وبعد ذلك جاءت محاضرة الدكتور أحمد بن محمد صالح مليباري (أستاذ الأسلوبية في الأدب بجامعة نوتنجهام بالمملكة المتحدة وأمين الهيئة الاستشارية لأكاديميون) تحمل عنوان "دبلوماسية الملك عبدالعزيز في العلاقات الدولية: المملكتان أنموذجًا"، وضَّح فيها أن جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله قد أرسى قواعد العلاقات الدبلوماسية بين المملكتين (المملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة)، ثم استعرض جانبًا من تاريخ الزيارات المتبادلة بين قادتيْ البلدين، كما استعرض مجالات التعاون المشترك بين البلدين، والتجارة الحرة والإعفاء من التأشيرة، بعد ذلك انتقل إلى استعراض الوضع الحالي بين المملكتين، والعلاقة الحية بينهما، ثم عرض الدكتور مليباري لمحة من الفيلم السينمائي الذي يحكي قصة حقيقية عن الأمير فيصل بن عبد العزيز بعنوان "وُلِدَ ملكًا"، وقد جرى تصويره ما بين الرياض ولندن، وعرض قصة الأمير البالغ من العمر ثلاثة عشرَ عامًا، عندما أرسِلَ في مهمة دبلوماسية في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وأنهى الدكتور أحمد مليباري حديثه بأشْهَرِ مقولة في الفيلم: "ليس في الجزيرة من هو أعلى رفعة واحترامًا مستحقًا من عبد العزيز بن سعود".
وتوجت الندوة مرة أخرى الدكتورة خديجة الصبان بقصيدتها الثانية "صناعةُ الدروب".
ثم زادتِ الأمسية ثراءً سعادة الدكتورة سونيا بنت أحمد مالكي (الطبيبة ومديرة إدارة الصحة المدرسية بتعليم جدة سابقًا وسفير أكاديميون ومشرف المنصة الثقافية)، بمحاضرتها "مشاريعنا التنموية الضخمة ترجمة لرؤية 2030"، تحدثتْ الدكتورة سونيا فيها عن الرؤية ووصفتها بأنّها الحلم الذي نسعى الى تحقيقه، بعد ذلك استعرضت أبرز المشاريع الكبرى في ضوء (رؤية 2030) التي يُعدُّ سمو الأمير محمد بن سلمان مهندس منظومتها التنموية الكبرى، حيث تحدثتْ بشيءٍ من التفصيل عن عدد من أبرز المشاريع، منها: مشروع تطوير خدمات الحج، ومشاريع القطارات، ومشروع "نيوم"، ومدينة "ذا لاين"، ومشروع "تروجينا نيوم"، ومشروع "القِـدِّيَّة"، ومشروع بوابة الدرعية، مشروع تطوير العلا، ومشروع "روشن" للإسكان، ومشاريع الرياضة الكبرى، ومشروع وسط جدة، ومشروع "أمالا"، مشروع السودة للتطوير، مشروع البحر الأحمر، مشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، والقمر الصناعي "شاهين سات"، وبرنامج "الجينيوم السعودي"، وأنهتْ الدكتورة مالكي حديثها بقولها: "إنَّ اليوم الوطني سيظل تذكارًا يُنعشُ ذاكرتنا الوطنية، وشاهدًا على عظمة هذا الكيان الشامخ".
وقبل ختام الندوة ألقى الشاعر خالد العتيق، قصيدته الثانية "دار لنا".
وشارك عدد من الحضور بمداخلاتٍ، عبروا فيها عمَّا يجول في خواطرهم ومشاعرهم تجاه الوطن ويومه.
واختتم الندوة سعادة الدكتور مشعل بن ياسين المحلاوي قال فيها: " إننا ـ ونحن نشيد بهذه الانجازات التي حققتها المملكة وتحققت لها ــ لنرفع إلى خادم الحرمين الشريفين، والقيادات السعودية أجمل التهاني والتبريكات متمنين مزيدًا من التقدم والازدهار، بمواصلة مسيرة الخير من أجل وطن الخير".