عبر بحر العلوم والمعرفة والثقافة تستضيف منصة أكاديميون الثقافية التابعة لمعهد أكاديميون العالمي للتعلم الإلكتروني عن بعد في اللقاء الأسبوعي بعنوان "كسوة الكعبة في العهد السعودي" وذلك يوم الثلاثاء 1443/11/22هـ الموافق 2022/6/21م، قدمت اللقاء سعادة الأستاذة الدكتورة أميرة بنت علي مداح أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، وكان اللقاء عبر برنامج زووم (ZOOM) وقناة أكاديميون على برنامج اليوتيوب، وقد أدارت اللقاء سعادة الدكتورة سونيا بنت أحمد مالكي.
تناولت الدكتورة "مداح" في مستهل اللقاء أهمية الحرم المكي وطرازه المعماري اللافت، ووضحت ماله من قدسية ومكانة دينية على مر الزمان من قبل الإسلام وحتى يومنا الحاضر، كما تطرقت الدكتورة لبدايات كسوة الكعبة المشرفة فأشارت إلى أن أول من كسى الكعبة هو "أسعد الحميري" حيث رأى في المنام أنه يكسو الكعبة بالأنطاع "وهو بساط من جلد" فكساها، ثم رأى أنه يكسوها الوصائل "وهو ثوب أحمر مخطط يماني الصنع" ثم كساها بثياب الحبرة "وهو ما كان من البرود مخططًا وهو من ثياب اليمن"، ثم كساها من عصب "برود يمينة يصعب غزلها" وجعل لها بابًا يغلق.
ثم ذكرت الدكتورة "مداح" أن أول امرأة عربية كست الكعبة هي "نتيلة بنت خباب أم العباس بن عبدالمطلب" كستها بالحرير والديباج، وقد كانت الكسوة في الجاهلية توضع على الكعبة فوق بعضها فإذا ثقلت أو بليت أزيلت عنها.
ووضحت الدكتورة "مداح" أن في عصر الإسلام كسى النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة بالثياب اليمانية، ثم كساها عمر بن الخطاب بالقباطي "وهو قماش يصنع في مصر منسوب إلى أقباط مصر" وسار على منواله عثمان بن عفان رضي الله عنهما.
كما ذكرت الدكتورة "مداح" الكسوة للكعبة المشرفة في عهد بني أمية حيث كساها معاوية بن أبي سفيان كسوتين في العام، واحدة من القباطي وأخرى من الديباج، كذلك تطرقت إلى كسوة الكعبة في العصر العباسي حيث صنعوا الكسوة الفاخرة من الحرير الأسود على أيدي أمهر النساجين، كما كسى المهدي وهارون الرشيد الكعبة مرتين، أما المأمون فكساها ثلاث مرات في السنة، ثم أوجزت الدكتورة كسوة الكعبة في العصر المملوكي الذي كساه الظاهر بيبرس.
وشرحت الدكتورة "مداح" كسوة الكعبة في عهد الدولة السعودية الأولى حيث كساها الإمام سعود الكبير بالقز الأحمر، ثم كساها بعد ذلك بالديباج والقيلان الأسود، كما عرجت إلى شرح كسوة الكعبة في عهد حكام الدولة السعودية الثالثة حيث كسى الكعبة الملك عبدالعزيز رحمه الله بقماش القيلان المبطن، وذلك يوم العاشر من ذي الحجة في عام 1344هـ / 1924م.
كما أوضحت الدكتورة "مداح" حرص الدولة السعودية في إنشاء معمل لكسوة الكعبة المشرفة حيث عُين الحاج محمد خان مديرًا لها، ثم وضحت كيفية كسوة الكعبة في عهد الملك فيصل رحمه الله حيث أمر بإنشاء مصنع للكسوة، كما بينت كيفية كسوة الكعبة في عهد الملك خالد رحمه الله، وعهد الملك فهد رحمه الله، ثم الملك عبدالله رحمه الله حتى عهد الملك سلمان حفظه الله، وما آلت إليه كسوة الكعبة في عصرنا الحاضر، حيث أطلق على مصنع كسوة الكعبة اسم مجمع الملك عبدالعزيز، ثم أشارت إلى مراسم تسليم كسوة الكعبة المشرفة، وارتباط آل الشيبي بسدانة الكعبة المشرفة.
ثم شرحت الدكتورة "مداح" مراسم غسل الكعبة المشرفة وإلباسها الثوب الجديد، كما تطرقت إلى مآل الكسوة القديمة للكعبة المشرفة في حال استبدالها بالكسوة الجديدة حيث تقسم وتصرف إلى عائلة آل الشيبي فتقسم بينهم بالتساوي، فكل هذه الجهود تؤكد على اهتمام وحرص المملكة العربية السعودية وما تبذله من جهود في صناعة كسوة الكعبة المشرفة التي تعتبر مفخرة من مفاخر العهد السعودي الزاهر.