نظم معهد أكاديميون العالمي للتعليم الإلكتروني عن بعد وبرعاية كريمة من صاحبة السمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد آل عبدالرحمن آل سعود ندوة بمناسبة موسم الحج بعنوان "الحج بين عبق الماضي وإشراقة الحاضر" وذلك يوم الثلاثاء 1443/12/6هـ الموافق 2022/7/5م، وبحضور نخبة متميزة من العلماء وأصحاب الفكر والعلم، وأدار الندوة سعادة الدكتور مشعل بن ياسين المحلاويوكيل مع هد أكاديميون العالمي للتعليم الإلكتروني عن بعد، وبمشاركة سعادة الدكتورة سونيا بنت أحمد مالكي مشرفة منصة أكاديميون الثقافية وسفيرة أكاديميون والمنسقة للندوة.
اُفتتح الندوة بآيات عطرة من الذكر الحكيم من تلاوات الشيخ الدكتور ياسر الدوسري، تلاها كلمة سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد آل عبدالرحمن آل سعود مؤسس ومدير جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن سابقًا، وعضو المجلس الإشرافي الإثرائي لخدمة الحجاج والمعتمرين، والرئيس الفخري لسفراء أكاديميون، حيث أكدت على أن ندوة الحج هذه فرصة مباركة فهي تتناول محاور متعددة يشرفها الزمان والمكان، والرسالة، بمشاركة نخبة من العلماء وأصحاب الفكر والعلم، وأضاف: "لاشك أن هذه الندوة تجسد اهتمام منصة أكاديميون في إبراز ما تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحتى عهدنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، وإبراز الدور الرائد للملكة في نشر الإسلام وخدمة المسلمين، ومناصرة قضاياه، فمن قبلة المسلمين ومهبط الوحي ومهد الرسالة تجند المملكة والتي يفد إليها الملايين سنويًا كل الطاقات والإمكانات، وتهيء السبل كافة لتيسير وصولهم إلى الحرمين الشريفين، وخدمتهم ليتمكنوا من أداء مناسك الحج والعمرة بأمن وصحة وسلامة حتى يعودوا إلى بلادهم سالمين غانمين مغفور لهم بإذن الله".
بدأت الندوة مشاركة سعادة الأستاذ الدكتورة أميرة بنت علي مداح أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة أم القرى سابقًا، وعنوان محاضرتها "الأحوال العلمية والثقافية في المشاعر المقدسة عبر العصور"، وتضمنت مجموعة من المحاور عن الدعوة والإرشاد والوعظ في المشاعر، واجتماع الوفود وأثره العلمي، ثم اتخاذ المشاعر منابر إعلامية، ووضحت حرص حكام المملكة العربية السعودية في استقبال الحجاج سنويًا في المشاعر، ودعوة العلماء ورؤساء الدول ورجال الفكر لما لذلك من أبعاد سياسية من رسالة الحج، واتخذوا المشاعر منبرًا شاركه إخوانهم المسلمين في قضاياهم.
وتناول سعادة المهندس إبراهيم بن حسين جستنية المستشار والمحكم الدولي حديثه في الندوة عن "قصة من حج عام 1368هـ" ذكر فيه قصة حدثت لا ينساها التاريخ، حيث أصبحت مرجعًا يؤرخ به لدى البعض لسنوات طويلة، الذي اشتهر ذلك بـ "حجة أو سنة البرد" الذي شهدت فيه المشاعر المقدسة هبوب العواصف والأمطار الشديدة الذي اقتلعت فيه خيام الحجاج، وهدمت الصواوين، وتفرق فيه الناس طلبًا للأمن والأمان، وما كان لوالد جستنية الأيادي البيضاء في التضحية والشجاعة لإنقاذ المستنجدين، وكرم ضيافة لهم، فكانت قصة عجيبة تلاها البعض لزمن طويل.
وقدمت سعادة الدكتورة وفاء بنت عبدالعزيز محضر أستاذ الإدارة التربوية والتخطيط المساعد بجامعة أم القرى محاضرة بعنوان "الخدمات النوعية لرحلة الحج من الافتقار إلى الازدهار" وضحت فيه جهود المملكة في خدمة الحجاج، وتطوير وتوسعة الحرمين الشريفين، كما تناولت تطوير منشأة الجمرات، كما أشارت إلى تنوع وتكامل الخدمات الصحية، وتطوير شبكة الطرق البرية والسكك الحديدية، بالإضافة إلى جهود المملكة في الخدمات الالكترونية الذكية، وإدارة الحشود، وختمت بجهود المملكة في توفير خدمة الأمن وإدارة الحشود.
وعرضت سعادة الدكتورة ثريا بنت علي الزهراني الصيدلانية وعضو المركز الوطني لمعلومات الأدوية بوزارة الصحة محاضرتها التي تحمل عنوان "استعدادات وزارة الصحة في المملكة لموسم الحج" حيث بينت الرعاية والاهتمام التي تقدمها القيادة الرشيدة في موسم الحج والتي تتجسد في القضية الأمنية، ورعاية الحرمين الشريفين في التطهير والعناية، ثم تطرقت لخدمات الطب الوقائي والصحة العامة والتي تهدف لتحسين جودة وكفاءة الخدمات الصحية، وتسهيل الوصول للخدمات الصحية، ثم بينت خدمات الطب العلاجي، والخدمات المساندة التي تنبثق من المختبرات وبنوك الدم ومشتقاته، والتموين الطبي من الأدوية والمستلزمات الطبية واللقاحات، وكذلك المشاركة بطائرات الاخلاء الطبي الجوي في موسم الحج، كما شرحت دور القوى العاملة المدربة في مواسم الحج.
وأثرت الندوة سعادة الدكتورة آلاء بنت أحمد زاهد رئيس لجنة البرامج الاستثمارية في معهد أكاديميون بمحاضرة عنوانها "الجهود التطوعية في خدمة ضيوف الرحمن بين الماضي والحاضر رؤية واستشراف" ووضحت فيه مشروعية الخدمة التطوعية في الإطار الديني، وما أولته رؤية المملكة 2030 من خدمة لقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي، بالإضافة إلى منظومة الحج والعمرة عن طريق البرامج الخدمية الاستثنائية، كما أشارت إلى مجالات العمل التطوعي من استقبال وتوديع ضيوف الرحمن، والإرشاد والتوجيه، والترجمة، والتطوع الطبي والبيئي، والتطوع الإعلامي، وتطرقت كذلك إلى دور القطاع الغير ربحي في خدمة ضيوف الرحمن.
وختم الندوة سعادة الأستاذ الدكتور هاشم بن حمزة نور أستاذ علم اللغة التطبيقي والمشرف العام على أكاديمية (إلسو) للغة الإنجليزية بالحديث عن "التكامل في عمليات الحج بين القطاعات الثلاثة" حيث أوضح عمل المنظومة المتكاملة للقطاعات الثلاثة في خدمة ضيوف الرحمن التي تتضمن: الجهات الحكومية، والخاصة، والجهات الأهلية الغير ربحية، فهناك تناغم وتكامل في الأداء بين تلك القطاعات بما فيها من قدرات بشرية وتوفير بيئة تحتية قوية وتسخير للإمكانات المختلفة التي تقود دفتها لجنة عليا للحج في المملكة يرأسها وزير الداخلية ولجنتين مركزية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما أشار إلى الخطط التشغيلية السنوية لكل موسم، ونجاحات تلك الخطط التي تلاقي الدعم السخي من حكومة المملكة في جميع المجالات، كما قدم الدكتور نور ملخصًا عن محاضرته إلى جانب جميع المحاضرات في الندوة باللغة الإنجليزية.
وفي نهاية الندوة أضاف سعادة الدكتور عبدالغني بن ناجي القش رئيس مجلس إدارة صحيفة عيون المدينة، وعضو الهيئة الاستشارية والناطق الإعلامي وسفير معهد أكاديميون كلمة أعرب فيها عن سعادته الغامرة للندوة التي وصفها بالمفيدة والقيمة، والتي حققت أهدافها وغاياتها المرجوة منها، كما أثنى على ورقات العمل التي ألقيت في الندوة، والترجمة الفورية للغة الإنجليزية "برعاية أكاديمية إلسو" التي كان يقدمها سعادة الدكتور هاشم نور، حيث وصف الترجمة بالسلاسة والتلقائية والروعة، كما تقدم بالشكر والتقدير لجميع القائمين على الندوة وأشار إلى أن تعقد الندوة بشكل دوري كل عام.