جامعة أكاديميون العالمية AIU :: منصة أكاديميون الثقافية في لقاءها الأسبوعي (فنون السرد في قصة نبي الله يوسف عليه السلام)

منصة أكاديميون الثقافية في لقاءها الأسبوعي (فنون السرد في قصة نبي الله يوسف عليه السلام)

السبت 20 أغسطس 2022

ضمن سلسلة اللقاءات المقدمة من معهد أكاديميون عبر منصة أكاديميون الثقافية، المنصة الغير ربحية التي تهتم بنشر المعرفة والعلوم من خلال سفراء ومستشاري المعهد، وعبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية، قدمت المنصة اللقاء الأسبوعي يوم الثلاثاء 16/ 8/ 2022م الموافق 19/ 1/ 1444هـ بعنوان "من فنون السرد في قصة نبي الله يوسف عليه السلام" التي تم فيها استضافة سعادة الدكتور: أحمد محمد صالح مليباري الأستاذ بجامعة نوتنجهام بالمملكة المتحدة، أمين الهيئة الاستشارية لمعهد أكاديميون العالمي للتعليم، وقد أدارت اللقاء سعادة الدكتورة سونيا أحمد مالكي مشرفة منصة أكاديميون الثقافية، عبر برنامج ((ZOOM.

تحدث الدكتور مليباري عن شخصية الأب يعقوب عليه السلام، وشخصية الابن يوسف عليه السلام، وشخصية الأخوة، وانعكاس شخصية صراع الأبناء في الغيرة والحسد حينما وصف سيدنا يعقوب بأنه يفضل يوسف كون يوسف ابن لأحب الزوجات إليه "راحيل"، ثم ذكر أن في كتب سفر التكوين المستهل ورد نشأة سيدنا يوسف عليه السلام أنه نشأ "وحاشاه ذلك" مدللاً واشيًا على إخوته، مخبرًا مختالاً بقميصه المزركش، مدركًا معنى رؤياه "السنبل المعتلى" والسنابل الراكعة الخاضعة لسنبله رمزيًا، ورؤيا الكواكب غير المحققة لغياب الأم المتوفاة راحيل، ويأتي أسلوب القرآن مصححًا في أحسن القصص دونما تطرق لما ورد من تشوهات النسخ الأخرى في كتب السابقين وتحريفها.

ووضح الدكتور مليباري تصوير القرآن الكريم لنموذج الأب "يعقوب" المحب الملهوف، ونموذج "إخوة يوسف" ومواقف الغيرة والحسد والحقد والمؤامرة والمناورة ومواجهة آثار الجريمة، والضعف والحيرة أمام هذه المواجهة، ثم نموذج امرأة العزيز بكل غرائزها واندفاعاتها، ونموذج النسوة من الطبقة العلية في المجتمع.

كما أشار الدكتور مليباري إلى البناء الهندسي للقصة، وعنصر المفاجأة، وكذلك الصراعات، والشخصيات الأساسية والفرعية، ورسم البيئة وكذلك رسم ملامح الأبطال حيث يكشف الترابط بين وصف البيئة ووصف الملامح الخارجية وما يواكبه من الامتاع الفني في القصة، وتوضيح الأهداف المعينة بالنسبة للقصص منها: التدريب على التغلب على العقبات، الصراعات بين الشخصية والطبيعة، والشخصية والمجتمع، الشخصية والشخصية الأخرى، الشخصية ونفس الشخصية ودوافعه وتسمى "صراعًا داخليًا"، وكذلك الزمان والمكان وأهميته في القصة وارتباطه بدقة التفاصيل، ثم الحبكة، الصراع المتصاعد في نقاط متحولة في القصة، وعنصر التشويق، والأحداث بلغة رمزية، واستخدام أفعال وصفات لخلق انطباعات بدقة التصوير وحيوية المشاهد.

وفي نهاية اللقاء عرض الدكتور مليباري رسم البيئة ورسم ملامح الأبطال في القصة أي بين مرأى الفواكه والسكاكين، ومرأى الأيدي التي تقطعت بعد ذلك، وبيّن أن المعروف في لغة الأدب القصصي أن الفن يبلغ قمته العالية حينما يكون ثمة ترابط أو صلة بين وصفين خارجيين حيث يكشف الترابط بين وصف البيئة، ووصف الملامح الخارجية وإحكام هذا المبنى القصصي، وما يواكبه من الامتاع الفني في هذا الصدد.

ويتطرق كتاب قام بتأليفه الدكتور مليباري منذ أكثر من عقد بعنوان يشير إلى فنون السرد وإعادة السرد، ويقدم الجديد غير المسبوق في تطبيق لنظرية مرتبطة بعلم الأسلوبية لتقيس مدى تحكم الراوي في السرد.