نظم معهد أكاديميون العالمي للتعليم الالكتروني عن بعد ندوة تربوية بعنوان: "تحديات التربية في القرن الواحد والعشرين" يوم الثلاثاء 6 سبتمبر 2022م الموافق 10/ 2/ 1444هـ عبر برنامج زوم، أدار الندوة سعادة الدكتور : مشعل بن ياسين المحلاوي وكيل معهد أكاديميون، وقامت بتنسيق الندوة سعادة الدكتورة: سونيا أحمد مالكي بإدارة تنفيذية من سعادة الدكتور مشعل المحلاوي.
ابتدأ الندوة سعادة الدكتور مشعل بمقدمة وضح فيها أن أبناء هذا القرن يواجهون تحديات كبيرة وإعدادهم بمواجهة تلك التحديات تتطلب منهم عدة أمور: معرفة دقيقة واعية بواقعنا وإمكاناته ومشكلاته وقيوده ومنطلقاته، واستشراف علمي للمستقبل تفهماً لأبعاده ومتطلبات الحياة فيه، وحجم تحدياته ونوعيتها، ثم السعي في ضوء الوعي بالواقع ووضوح صورة المستقبل.
كما أشار إلى أن للإعلام دوراً فاعلاً باعتباره وسيلة أساسية لتربية الأمة وترسيخ الوعي لدى الشباب بكثير من الحقائق، ولتزايد القنوات الفضائية والتكنولوجيا الحديثة سلاح ذو حين إذ يمكن أن يسهم في نمو المجتمع وتطوره والتأكيد على القيم أو العكس، وأضاف "أبناؤنا هم أكثر الفئات التي يمكن أن ينساقوا وراء القيم والعادات التي تتبناها الإعلام، ومن أجل النهوض بالتربية لابد من التوجيه فوراً للوصول إلى آليات فاعلة تقوم على بحوث ودراسات علمية متعمقة من أجل التصدي لمشكلة القنوات الفضائية المستوردة.
ثم ختم حديثه بأن مرحلة الإعداد للقرن الحادي والعشرين ليست مسؤولية الحكومة وحدها ووزارة التربية فلا نجاح للتربية إلا إذا كانت وراءها أسرة وبيت يدعمان توجهات الأبناء، ويغرسان في عقولهم وقلوبهم الثوابت التي تقوم عليها النهضة والتنمية الوطنية.
وانطلقت الندوة مع سعادة الأستاذة الدكتورة نهلة محمود قهوجي أستاذ في تربية الطفولة المبكرة وتقويم الجودة الشاملة برياض الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بالورقة التي تحمل عنوان (تحديات تربية الطفولة المبكرة للعالم الرقمي) حيث وضحت عن دور التحول الرقمي في تشكيل مرحلة الطفولة وتغيير اهتمامات الأطفال وطرق تلقيهم المعلومة، حيث زادت فرص تعرض الأطفال للمحتوى الغير لائق، والتنمر والاستغلال والتحرش، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى ملفات الأطفال وهوياتهم، كما أكدت أن الاستخدام المفرط للإنترنت له سلبيات كبيرة على الأطفال: كالسمنة والخمول الجسدي، والصداع، وإجهاد العين، وتشنج العنق وآلام الظهر، كما ذكرت آثره النفسية والسلبية على الطفل، ثم بينت إيجابيات الانترنت على الأطفال.
كما تطرقت إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة على بناء شبكة لتجنيد الأطفال، ثم أعطت حلولاً للتعامل مع العالم الرقمي، بالإضافة إلى دور المعلمين وأولياء الأمور لحماية الأطفال من مخاطر العالم الرقمي.
وقدمت سعادة الأستاذة نورة يحيى شرواني باحثة دكتوراة نشر الكتروني ومحاضر متعاون بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود ورقة بعنوان (المحتوى العربي المقدم للطفل عبر منصة اليوتيوب) تحدثت فيه عن مواقع التواصل الاجتماعي وفكرتها وأسلوبها، وأشارت إلى منصة اليوتيوب نموذجاً، كما استعرضت أهم ما يقوم به الأطفال في اليوتيوب وماذا يفعل اليوتيوب بهم، وموقف الأهل والمربين من اليوتيوب، وكيفية استثمار اليوتيوب.
كما تناولت بالأرقام حقائق عن اليوتيوب، ثم أشارت إلى أن الآلاف من الشباب أصبح اليوتيوب مصدر دخل جيد لهم وفي طور التنامي، ومع تزايد الشركات التي تنفق على الإعلانات بالوطن العربي تتزايد الأرباح مع تطور جودة المحتوى المقدم للجمهور.
استعرض سعادة الدكتور خليل إبراهيم الشريف المشرف لشؤون المعلمين ومشرف التدريب والابتعاث بتعليم جدة في ورقته التي تحمل عنوان (الحوار الأسري وتنمية المسؤولية) إلى أهمية الحوار الأسري، وأشكال الحوار الأسري، ثم وضح تنمية المسؤولية لدى الأبناء، كما شرح الدكتور الشريف مستويات الحوار الأسري الذي يبدأ بالتحية، والحقائق، والمشاعر، ثم الرأي والحاجات، وأشار إلى كيفية نجاح الحوار الأسري ومتى يكون الحوار الأسري فاشلاً.
وختمت الندوة سعادة الدكتورة بارعة بهجت خوجة مساعد تعليم العلوم بجامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز ووكيل الجامعة للشؤون التنفيذية بورقة عنوانه (تعزيز الهوية الوطنية بمؤسسات التعليم) حيث تطرقت بالهوية الوطنية التي تحمل السمات المشتركة التي يتميز بها مجموعة من الناس والتي عادةً ما تكون مستقاة من القيم والعادات والأعراف السائدة، ثم وضحت لماذا تكون الهوية الوطنية ركيزة أساسية ينطلق منها المرء في انتمائه للدولة أو أمة ما.
كما وضحت المفاهيم المرتبطة بالهوية الوطنية كالانتماء والولاء، وعرضت كذلك عناصر الهوية ومكوناتها، بالإضافة إلى تحديات تعزيز الهوية الوطنية، وأكدت إلى دور مؤسسات في تعزيز الهوية الوطنية وكذلك دور التعليم في تعزيز الهوية الوطنية من خلال المناهج، والمعلمين، والأنشطة الطلابية، ثم أضافت بعض التوصيات والنصائح لدور التعليم في تعزيز قيم المواطنة والهوية الوطنية باعتبارها مطلباً رئيسياً وهدفاً أساسياً من الأهداف الاستراتيجية لوزارة التعليم.