قدم معهد أكاديميون الدولي للتدريب برنامج (صيد الخاطر) يوم الجمعة الموافق 18رمضان لعام 1442هـ في تمام الساعة العاشرة مساءً، وكان ضيف البرنامج الأستاذ: مصلح الصبحي، وذلك عبر البث المباشر في برنامج زوم (ZOOM) وعلى يوتيوب معهد أكاديميون الدولي للتدريب.
بدأ الأستاذ الصبحي الخاطرة بالتأكيد على أن التماس الأعذار قيمة من القيم العالية في الإسلام وان المدخل لهذا الموضوع قصة سليمان عليه السلام مع النملة حيث قال تعالى: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، وفي التأمل لحال هذه النملة وهي حشرة صغيرة تملك من العقل ما يملكه الإنسان، وتحسن أدبها ورجاحة عقلها وحسن ظنها بسليمان وجنوده.
وأضاف الأستاذ الصبحي قول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، كما ذكر قول الفاروق رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًا وأنت تجد لها بالخير محملاً"، وقال محمد بن سيرين رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيئًا فالتمس له عذرًا، وإن لم تجد فقل لعل له عذرًا لا أعرفه.
كما ذكر الأستاذ الصبحي أن من شيم الأخيار العذر للآخرين، وتجنب الحكم على النيات، وأضاف بقوله: فألتمس لأخيك العذر إن صادفته شاحب الوجه، وإن راسلته ولم يجبك، وإن اتصلت به ولم يرد عليك، والتمس له عذرًا إذا لم يبتسم في وجهك، وإن مررت بتجربة ولم يكن بقربك فقد يكون في عالم آخر أنت لا تعلم عنه شيئًا، والاعتذار بالخطأ لا يجرح كرامتك بل يجعلك كبيرًا بعين من أخطأت بحقه.
كما أشار الصبحي أن في علاقاتنا قد يتكلم الإنسان بكلمة أو يحصل موقف والآخر يأخذه بمحمل سوء الظن، وقد يكون الموقف بحسن نية، ففي هذه الحالات تظهر قيمة التماس العذر للمسلم، وينبغي زرع تلك القيمة في نفوس الأبناء وفي الأسرة حتى نتجنب المشاكل والقطيعة داخل المجتمع وخاصة وجود تلك المشاكل المتفشية بين الزوجين، فالوضوح والصراحة بين الزوجين مطلب حتى لا يضطر كلا الطرفين من حمل الضغينة على الآخر وحصول ما لا يحمد عقباه.