ضمن سلسلة اللقاءات المقدمة من معهد أكاديميون عبر منصة أكاديميون الثقافية، المنصة الغير ربحية التي تهتم بنشر المعرفة والعلوم من خلال سفراء ومستشاري المعهد، وعبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية، بدأ معهد أكاديميون بأولى أمسياته يوم الثلاثاء الموافق 12/11/1442هـ في تمام الساعة العاشرة مساءً، عبر تطبيق الواتساب.
منصة أكاديميون الثقافية رحلة دروب في رحاب العلم والمعرفة، إسهامًا منها في مسيرة التنمية على المستويين الوطني والإنساني، والكلمة الطيبة صدقة، منصة أكاديميون دعوةٌ لأمة العلم لتنال السيادة والحضارة، بهذه العبارات بدأت الدكتور بسمة جستنية بتقديم ضيف الأمسية الأستاذ: عبد الغني بن ناجي القش المستشار الإعلامي والكاتب الصحفي ورئيس مجلس إدارة صحيفة عيون المدينة الإلكترونية وعضو الجمعية السعودية لكتًاب الرأي وسفير معهد أكاديميون والناطق الإعلامي لها، ونائب رئيس مجلس إدارة دار الفرقان لتحفيظ القرآن الكريم، وعضو ورئيس لجنة البرامج والأنشطة في جمعية رعاية السجناء وأسرهم.
في بداية الأمسية تناول الأستاذ القش بتعريف الفرق بين المآثر والآثار حيث بين أن (المآثر) جمع مأثرة وهي ما يتركه الفرد أو الجهة بعد زمن طويل، أما (الآثار) فهو جمع الأثر وهو ما يبقى بعد زمنٍ أثرًا خالدًا، كما ذكر أن الجميع اليوم يعيش في زمن المعلوماتية حيث كثرت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الالتقاء ونقل المعلومة والمعرفة بين الناس، ويلاحظ وجود العديد من البرامج والمواقع والمنصات وقبلها عصر المنتديات والملتقيات.
عرج القش على التنويه أن هناك منصات بمواقع التواصل الاجتماعي وجهات تعنى ببث الأخبار والتوعية ونشر الأنشطة والفعاليات والبرامج والمشاريع والأنظمة التي من شأنها زيادة الوعي في المجتمع، فباتت المعلومة في متناول الجميع دون عناء فالفضل يعود لمواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يعرف اليوم بـ (الإعلام الجديد)، بينما كان في السابق هناك صعوبة كبيرة للحصول على المعلومات المختلفة.
وأثار القش في أمسيته سؤالاً حول: لماذا السعي للإعلام؟ سواء الإعلام الجديد أو الإعلام التقليدي؟ حيث أكد أن السعي للإعلام بدأ منذ زمنٍ بعيد فكان الإعلام وما زال يمثل نقطة هامة في تاريخ الشعوب وكذلك منطلقًا لإثبات وجودها كما كان في شعراء العصر الجاهلي من المعلقات والتنافس في الأسواق كسوق عكاظ وسوق مجنة، حيث كانوا يمثلون إعلامًا بقبائلهم وأماكنهم ويتفاخرون ببطولاتهم وما حققوه من إنجازات فيصوره الشعراء على أشكال أبيات شعرية منظمة فكان ذلك نوعًا من الإعلام في ذلك الوقت.
وأضاف القش: في الإعلام الجديد بات الجميع يمثل إعلامًا بذاته حتى أصبح كلمة إعلامي يطلق على كل من لديه حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، أو موقعًا إلكترونيًا خاصًا به، فباتت كلمة إعلامي في موقف لا تحسد عليه، والكل أصبح يطلقها على نفسه وانجرف المجتمع معه وصار يطلقها على كل شخص (الإعلامي) وعند البحث تجده لا يمت للإعلام بصلة.
وأكد القش أن نتاج التساهل في المجتمع لكل من ظهر على الوسط وسمى نفسه إعلاميًا نتاجًا خطيرًا باتت تلقي بظلالها على المجتمع، وأصبح الجميع يتسابق للكتابة وللبث دون أي تثبت أو دليل لديهم، ومن المؤلم أن ينتج عن ذلك ما عرف مؤخرًا في أوساط المجتمع بالمشاهير، والمجتمع للأسف صنع منهم إعلاميين دون مقابل وهم لا يمتون للإعلام بصلة، وتركوا الإعلاميين الحقيقيين الذين يمثلون الإعلام بكل وضوح.
وأشار القش إلى أن هناك أوامر صدرت ونشرت بمنع إطلاق كلمة إعلامي وهيئة الصحفيين السعوديين تصدت لمنتحل صفة إعلامي من مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي كما توعدت الهيئة باتخاذ إجراءات قانونية لمن أسمتهم بالمتطفلين على مهنة الإعلام من هؤلاء المشاهير، راجيًا أن يطبق هذا النظام على الجميع في القريب العاجل.
وفي نهاية الأمسية قام أعضاء منصة أكاديميون الثقافية بتوجيه أسئلة نقاشية للضيف، كما تطرق البعض للمداخلات الإثرائية التي من شأنها زيادة المعلومات المعرفية حول الموضوع، حيث قام بطرح النقشات كلاً من ، معالي الدكتور منصور نزهة، والمهندس ماجد البيجاوي، والدكتورة نجاة الصائغ، والشيخ صديق فارسي، والدكتورة سونيا أحمد مالكي، والدكتور محمد الشريف، والأستاذ مشعل المحلاوي، والدكتورة بدرية الميمان، والدكتور محمد إلياس، والدكتور سليمان الزكري، والدكتورة نبيهة الأهدل.
وختم الأستاذ مشعل الأمسية بقوله: لعلنا نتعلم من هدهد سليمان تحصيل العلم والمعرفة، ويكون لدينا أمانة في نقل المعلومة والخبر، حتى نكون صادقين مع أنفسنا وغيرنا، وحتى يثق بنا الآخرين، قل (هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة).