ضمن سلسلة اللقاءات المقدمة من معهد أكاديميون عبر منصة أكاديميون الثقافية، المنصة الغير ربحية التي تهتم بنشر المعرفة والعلوم من خلال سفراء ومستشاري المعهد، وعبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية، قدمت المنصة أمسية ضمن سلسلة أمسيات تفاعلية تضم نخبة متميزة من المثقفين ورواد العلم في شتى المجالات، والأمسية تناولت مفهوم البصمة والأثر الذي يبقى للإنسان بعد رحيله من هذه الدنيا وما قد يتركه من الإرث الذي يعود بالنفع على الأمة والوطن والمجتمع بأكمله، بدأت الأمسية في تمام الساعة التاسعة مساءً من يوم الثلاثاء الموافق 26/11/1442هـ عبر تطبيق زوم.
بدأ بتقديم الأمسية الدكتورمشعل بن ياسين المحلاوي مؤسس معهد أكاديميون، حيث رحب بضيف الأمسية الدكتور ناجي العرفج، الخبير في مجال الحوار والتواصل الحضاري والتعريف بالإسلام والتعليم والتأليف والترجمة لأكثر من 30 عامًا، والمدرب والمتحدث العالمي.
ابتداءً أورد الدكتور العرفج تساؤلاً حول (مشروع الحياة) أو ما هو مشروع العمر الذي يمكن أن يقوم به الإنسان ويبقى أثره وبصمته بعد رحيله، والأجر الذي يحصل عليه من الله تعالى مقابل ذلك المشروع؟ ثم أردف الدكتور مسيرته العلمية والعملية في حياته وتفاصيل رحلته العلمية، حيث ذكر تأثره بالشيخ أحمد ديدات رحمه الله فأنطلق من خلال ذلك التأثر لدراسة اللغة الإنجليزية ليتمكن من فهم تفكير الغرب، وكيف يستطيع من إيصال الدين الإسلامي إلى تلك البلاد عن طريق المحاورة مع غير المسلمين بلغتهم، فكان ذلك المنعطف المهم في حياة الدكتور العرفج، وكان تحديًا كبيرًا لاسيما في أوساط بلدة متواضعة من حيث التطور والعمران كمدينة الأحساء في ذلك الوقت، فلم يكن الهدف من دراسته للغة الإنجليزية الوظيفة ولكنه كان الطموح والهدف أبعد من ذلك وأسمى وأنبل بكثير حيث كان الهدف في كيفية محاورة الغرب، وكيف له أن يفهم مناظرات الشيخ أحمد ديدات رحمه الله، وكان ذلك المحرك والدافع الأول لتلك الانطلاقة.
انطلق الدكتور العرفج للسفر للخارج لدراسة الماجستير والدكتوراة وتحديدًا إلى (الولايات المتحدة الأمريكية) وكانت خطوة جديدة في حياة العرفج ليتسنى له معرفة تلك البلاد عن قرب ومعرفة طريقة الحوار المناسبة معهم، وكان المتحدث الرسمي للجمعية الطلابية المبتعثة في شتى المجالات، فأثرت تلك التجربة وصقلت من شخصيته التي كونت لديه شخصية متحاورة من الطراز الأول، وألتحق بالعمل التطوعي إلى جانب دراسته فأضاف التطوع إلى رصيده الكثير من الخبرات والمهارات والصداقات والعلاقات المتعددة.
وأشار الدكتور العرفج على مسيرته بعد عودته من الخارج وحصوله على الدكتوراة والتحاقه بجامعة الإمام بالأحساء وتكليفه بتأسيس قسم اللغات والترجمة، كما أسهم بتأسيس قسم الحاسب الآلي، كما عمل وكيلاً للكلية ثم إعارة لرابطة العالم الإسلامي، كما عمل أمينًا عامًا للهيئة العالمية للتواصل الحضاري، ثم قام بالعمل في بريطانيا مساعدًا للملحق الثقافي للشؤون الثقافية وأشرف على نادي ثقافي طلابي.
وأكد الدكتور العرفج أن كل تلك التجارب الثرية حمله على تأسيس مشروع بعنوان (اكتشف جماله) وكان المشروع خلاصة تجارب ما يقارب 40 عام في العمل بالحوار والتواصل والأسفار لأكثر من 100 دولة في العالم، وتقديم الدورات والمحاضرات في القنوات الفضائية والإذاعية، وكان مشروع (اكتشف جماله) للتعريف بجمال ومحاسن الشريعة الإسلامية، وقيمه بأسلوب حضاري يناسب عقليات وتفكير الغرب وغير المسلمين بشكل عام، وجاء المشروع بعد تجربة ميدانية وليست تجربة تنظيرية ومن خلال حوار طويل مع العديد من الشخصيات الغربية وغيرها بأسلوب حكيم، وبأسلوب دبلوماسي حضاري، كما ذكر الدكتور العرفج ما قام به مؤخرًا بتأسيس مؤسسة بعنوان (مؤسسة التواصل الحضاري) للخدمات الاستشارية التربوية وللترجمة والتدقيق اللغوي.
وفي ختام حديثه أضاف الدكتور العرفج: "هذا مجمل مشروع الحياة في حقبة طويلة من الزمن، فما هو مشروعك أنت أخي الكريم، وأنتِ أختي الكريمة، مشروع الحياة التي تريدون أن تقدموه للإسلام، وللوطن، ولأنفسكم ولأبنائكم"؟
وفي نهاية الأمسية قام بعض أعضاء منصة أكاديميون الثقافية بتقديم مداخلاتهم وأسئلتهم للضيف العرفج وكان من بينهم: ، والأستاذ سليمان الزكري، والبروفيسور محمد إلياس من إسلام آباد، كما ختم الأمسية الدكتورمشعل المحلاوي وتقدم بشكره للدكتور العرفج لتلبيته الدعوة لتقديم الأمسية الماتعة رغم ظروف سفره، متمنيي له التوفيق والسداد.