عملت منصة أكاديميون الثقافية الغير ربحية على استقطاب نخبة متميزة من القامات ذوي الخبرة في مختلف المجالات العلمية والأدبية لنشر المعرفة والعلوم من خلال سفراء ومستشاري المعهد، كما تبث المنصة سلسلة لقاءات أسبوعية تفاعلية تلقي بظلالها على الكثير من النقاط المهمة في شتى المجالات، وقدمت المنصة يوم الثلاثاء الموافق 3/12/1442هـ أمسية بعنوان (ممارسات تقود القادة للريادة) في ضوء التجارب الشخصية للأستاذة الدكتورة: نجاة محمد الصائغ أستاذ الإدارة التعليمية وعضو هيئة تدريس جامعة الملك عبدالعزيز، والعضو بالعديد من الجمعيات العلمية والجمعيات الخيرية، والمدرب والمخطط الاستراتيجي، حيث بدأت الأمسية عند الساعة العاشرة مساءً عبر تطبيق الواتساب، وقامت بتقديم ضيف الأمسية الدكتور مشعل المحلاوي.
بدأت الدكتورة الصائغ الأمسية بتثمين أهل الفضل والقيمة في الحراك العلمي، والساعين لرفع سقف التلاقح المعرفي بين أرباب التخصصات المتنوعة لاستثارة الأفكار وتوسيع دوائر المعرفة والمتمثلة في الأستاذ الفاضل مشعل بن ياسين المحلاوي مؤسس معهد أكاديميون الدولي للتدريب والذي تنبثق منصة أكاديميون الثقافية منه.
وأشارت الدكتورة الصائغ أنها اختارت في هذه الأمسية أن تتناول بعض الممارسات التي تقود القادة للريادة بحكم تخصصها في الإدارة، وحصيلة تجارب وأبحاث علمية اجتهدت فيها ومارستها وطبقتها حين أتيحت لها الفرصة، كما ذكرت تلك الممارسات التي طبقتها في قيادتها ومنها: القدوة، والرؤية المشتركة، والتحدي، والتمكين، والتحفيز، والبناء المعرفي، والتفويض، والعلاقات الإنسانية، وهذه الممارسات ساعدتها في استقطاب من حولها بشكل جيد.
وأثارت الدكتور الصائغ تساؤلاً حول أسباب القيام بتلك الممارسات؟ حيث بينت أن تلك الممارسات تكون داخل المؤسسات المختلفة سواء التربوية أو الربحية أو غيرها؛ لتحقيق أهداف المنظمة والأهداف الشخصية، ولمواكبة المتغيرات المحيطة وتوظيفها لخدمة المنظمة، كذلك لتحفيز الأفراد وتنمية قدراتهم وزيادة مهاراتهم الإنسانية والعملية للاستفادة منها في تحقيق أهداف المنظمة.
ثم وضحت الدكتورة الصائغ كيفية تطبيق تلك الممارسات حيث أن أي عمل لكي يكون عملاً جادًا، ويقتنع به التابعين لابد أن يحدد له عناصر من واقع مكونات المنظمة، وعناصر المنظمة عبارة عن: مدخلات، وعمليات، ومخرجات، ومن خلال تلك العناصر يجب أن يطبق القادة ممارسات معينة تقودهم للريادة في القيادة، كما شرحت الدكتورة (الممارسات التي تقود القادة للريادة) وذلك من خلال عناصر المنظمة الثلاثة واستعراض تلك الممارسات وتطبيق العناصر عليها.
ثم ختمت الدكتورة الصائغ حديثها بقولها: "إنني توصلت إلى الممارسات الثمانية من بعد خدمة عشرون عامًا كقائد أو كمدير في المؤسسات التربوية، وعملت الكثير من الدراسات والأبحاث حولها؛ للتأكيد بأن تلك الممارسات هي التي يستطيع القائد من خلالها أن يحقق أهداف المؤسسة ويحقق أهدافه الشخصية، في حين يرى القائد أن نجاح المؤسسة هو نجاحه الشخصي فسوف يتمكن من إنجاح المؤسسة حتمًا، فإني أرى أن الدور أهم من الوظيفة، فالوظيفة تنتهي أما الدور في هذه الوظيفة هو ما يبقى ويخلد، وجميع الناس الذين وُجدت بينهم يذكروني بتلك الأدوار، ولو استطاع القائد أو المدير بالتعامل مع تلك الممارسات سيكسب ما يصبوا إليه ويحقق أهداف المؤسسة وأهدافه، حيث اكتسبت من خلال خبرتي في القيادة النضج الإداري والحكمة والحنكة التي استطيع بها التعامل مع مختلف المواقف، واكتسبت من التجربة على أرض الواقع ومن خلال الاطلاع على الجديد فيما يكتب عن القيادة وتطبيق بعض الاستبيانات لقياس رأي الموظفين في الأبحاث العلمية التي قمت بها إلى أن أصبحت لي رؤيتي الخاصة وقواعدي في العمل الإداري التي استطيع من خلالها تقييم أداء أي مؤسسة وأضع يدي على الخلل فيه".
وقام بعض أعضاء منصة أكاديميون الثقافية بتقديم مداخلاتهم وأسئلتهم للدكتورة نجاة الصائغ ومن بينهم: الدكتور محمد إلياس من إسلام آباد، والدكتور محمد الشريف، والدكتورة منى رمضان الشاذلي، والبروفيسورة آسيا ياركندي، وختم الدكتورمشعل الحناوي الأمسية بقوله: يبقى الدور على عاتقنا في مسألة التنفيذ والخروج من المسارات والتجارب إلى حيز الواقع، وأشكر سعادة البروفيسورة نجاة الصائغ المتمكنة في فن الإدارة، وأسأل الله عز وجل أن نكون ممن تحقق فيهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع".